قصص الناجحين

موضوع: قصص الناجحين الأحد مارس 21, 2010 2:29 pm

دراسة اللغة الإنجليزية عن بعد يمكن أن تعطي مستقبل الشباب الباحثين عن عمل دفعة قيمة إلى الأمام.

و ثبت لنا ميدانياً أن إجادة اللغة الإنجليزية كانت السبب الرئيسي في حصول آلاف الموظفين على ترقيــــات و زيادة في الراتب – لم ينالها غيرهم ممن لم يدرسوا اللغة الإنجليزية. و لعل القصة الواقعية التالية تكون دافعاً قوياً كي يبحث الشباب الطموحون لمستقبل أفضل عن الطريقة المتاحة لهم لتحسين قدراتهم في اللغة الإنجليزية.

بفضل دورات اللغة الانجليزية حصل هشام على وظيفة جديدة ومرتب لم يحلم به قط .....

مدير التوظيف:

يؤسفني أن تعليمك وخبرتك لا تكفي للقيام بهذه الوظيفة. فأنت لم تكمل المرحلة الإعدادية، ولا تعرف من اللغة الإنجليزية إلا قليلاً، ولم يسبق أن عملت بالمجال الإداري من قبل.

هشــــام:

أنت على حق. لكني مسجل الآن بدورة في أساسيات الحاسوب وسأنتسب إلى دورة في اللغة الإنجليزية إنشاء الله بعد شهر.

مدير التوظيف:هذا لا يكفي. أنت تحتاج ثلاث دورات لغة وأربع دورات حاسوب على الأقل. اتصل بنا بعد أن تنجح بدرجة جيدة في هذه الدورات، فربما تكون لدينا فرصة عمل لك مستقبلاً

رجع هشام إلى البيت حزيناً مشتت الفكر. وأحست أمه بما حدث فحاولت التخفيف عليه والمحافظة على ثقته بنفسه.

الوالـــــدة:

لا تحزن يا هشام، أنت لازلت في أول الطريق، ولابد أن تجابه حياتك العملية بصبر وثقة بنفسك، وثقة بالله. وستعثر على وظيفة أخرى مناسبة قريباً إن شاء الله. فأنت الآن رجل البيت ويجب أن تفكر بهدوء ورصانة وذكاء. أنت وأنا مسئولان على تعليم أختيك ومساعدتهما على الاستقرار والنجاح بالدراسة.

في اليوم التالي مر هشام بمكتبي وأخبرني بما حصل، وكان متوتراً قليلاً، غاضباً على نفسه وعلى الدنيا التي لم تبتسم له كما يأمل. فهمت من هشام أنه الابن الوحيد لوالدته وأن عمره الآن لا يزيد عن 21 سنة. وأن والده قد توفي العام الماضي، ولم يترك لهم ما يكفي من المال لحاجتهم اليومية العاجلة. فاضطرت والدته للعمل في وظيفة بسيطة لعلها تساعدها على مجابهة تكاليف الحياة. أما أختاه فالكبيرة بالسنة الثالثة بالجامعة، والصغيرة بالمرحلة الثانوية، فلا يستطيعان عمل شيء قبل إكمال دراستهما المقررة.

وبعد استعراض الحلول العملية المتاحة له، قررنا أن الخطة التالية هي السبيل الوحيد ليخرج نفسه مـن هـذا الموقف، ويضـل محافظـاً على ثقـة أمه بـه ويكون هـو قوةً وسنداً لها ـ لا حملاً عليها:

أن يواصل البحث عن عمل مناسب.

أن يعمل على النجاح بدرجة جيدة في دورة الحاسب الآلي الحالية.

أن يجد طريقة مناسبة ليدخل دورة اللغة الإنجليزية في أقرب وقت ممكن.

ودارت الأيام ، ومضى على لقاءنا ثلاث شهور. وذات يوم دخل هشام مكتبي مبتسماً منشرح الصدر.

الموجّه :

أخبرني : كيف كانت نتيجة بحثك عن عمل ودورات اللغة والحاسوب ؟

هشام :

الحمد لله، نجحت بامتياز بدورتي ويندوز وورد، وأكملت دورة المستوى الثاني الإنجليزية بتقدير " جيد جداً "، وحصلت على عمل مؤقت كحارس ليلي في شركة تجارية بمرتب طيب.

الموجّه:

هذه أخبار عظيمة، وأنا فخور بك وبإصرارك على النجاح. أنا الآن متأكد أنك ستحقق أحلامك وتنال الوظيفة التي تتمناها. كيف حال الوالدة والأختين.

هشام:

الحمد لله هي بصحة جيدة، والبنتان نجحتا بدرجة عالية وكنت سعيداً جداً بفرحة أمي بهذا التوفيق الذي منحنا الله، وبفضل مشورتك وتشجيعك.

الموجّه:والله لقد ملئت قلبي إعجاباً بشجاعتك وإيمانك بالله وبنفسك

ودارت الأيام ، ومضى على هذا اللقاء ستة شهور أخرى. وذات صباح مشرق دق جرس الهاتف، فرفعته وقلت : السلام عليكم : من المتكلم ؟

هشام:

أنا هشام. أكلمك من حقل ( الجبل )، بجنوب مرسى بريقة، أنا أعمل الآن هناك كمشغل آبار بترولية تحت التدريب.

الموجّه:

ما شاء الله. عظيم، وكيف حققت هذا التطور السريع ؟

هشام:

حالما انتهت دورة اللغة الإنجليزية الرابعة ودورة الحاسوب (Access) عدت إلى الشركة الأولى التي لم تقبل طلبي الأول وحاولت من جديد.

الموجه:

أحسنت يا هشام . والله لقد أسعدتني بهذا الإصرار على النجاح وهذا التفوق في دراسة اللغة الإنجليزية.

هشام:

وفعلاً قال لي مدير التوظيف إن السبب الرئيسي لقبولي بالعمل هو اللغة الإنجليزية الجيدة ومثابرتي على نيل الوظيفة.

الموجّه:

طيب: وما هي الخطوة التالية في تدريبك بالعمل والمزيد من اللغة الإنجليزية ؟

هشام:

قال لي مديري بالحقل النفطي إن خطة تطويري ستكون كالآتي:

السنة الحالية : لغة إنجليزية ، وتدريب عملي على تشغيل آبار النفط.

السنة القادمة : دورة في مبادئ الهندسة النفطية بالخارج مع تدريب عملي بالحقل وربما ترقية ـ إذا نجحت في كل ذلك.

السنة التي تليها : ربما يرشحني لدورة طويلة بالخارج.

ودارت الأيام ونسيت قصة هشام . حتى جاءتني رسالة باللغة الإنجليزية موقعة باسمه من جامعة هيوستين الشهيرة. فغمرتني فرحة عجيبة، وكأنني فائز بكأس عالمية.

قال هشام إنه استطاع إكمال دوراته في اللغة الإنجليزية بالحقل بنجاح وأثبت قدرته على العمل الحقلي. ومكافأة له على هذا الجهد والإخلاص في العمل منحوه بعثة لمدة سنة لتعلم الهندسة النفطية .
وفعلاً، بعد سنة كاملة، وصلتني نسخة من منشور داخلي للشركة يعلن عودة هشام من بعثته الجامعية وتعيينه مشرفا على حقل نفطي كبير بالمنطقة الشرقية .
والآن أجد نفسي أمام هذا السؤال: يا ترى، ما هي أسباب نجاح هشام في تحقيق هذا التطور الكبير ... من طالب بالإعدادية يبحث عن عمل، إلى مشرف لحقل نفطي، يعادل مرتبه ضعف ما يتقاضاه المدير العام لأي مصلحة رسمية معروفة ؟
هل تتفقون معي أن أهم أسباب نجاح هشام هي:

الإصرار على النجاح .

تعلم اللغة الإنجليزية .

الإيمان بنفسه وبالله .

المثابرة ومحاولة قهر الصعاب مرة ومرة ومرة .

إتقان ما يوكل إليه من عمل ـ ولو كان بسيطاً